-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@

حلم ضاحية حزب الله في اليمن.. تبخّر



لم تكن المملكة تفكر في أي يوم من الأيام في إيذاء الشعب اليمني، بل على العكس كان هاجس القيادة السعودية على الدوام الحفاظ على أمن وسيادة واستقرار اليمن والحرص على رفاهية الشعب اليمني، وعندما انطلقت عاصفة الحزم كانت أيضا لمصلحة الشعب والشرعية اليمنية لمنع اختطاف دولة جارة من قبل النظام الإيراني وحلفائه الحوثيين ومرتزقة صالح، وعندما يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمس الأول (الخميس)، إن السعودية لن تقبل بحزب على غرار «حزب الله اللبناني في اليمن»، فإنه يجسد فلسفة عاصفة الحزم التي اجتثت عملاء النظام الإيراني من اليمن، ومنعت إنشاء ضاحية جنوبية على غرار ضاحية حزب الله الإرهابي جنوب لبنان، وفي نفس الوقت اجتثاث الطائفية المقيتة من الأرض اليمنية.

وعندما يؤكد الأمير محمد بن سلمان أن اليمن أخطر من لبنان، فهو يعكس الأهمية الإستراتيجية لموقع اليمن، حيث باب المندب، وهو المضيق البحري الإستراتيجي. وهذا ما أوضحه الأمير عندما قال «إنه يطل على باب المندب فإذا حدث شيء هناك، يعني ذلك توقف 10 % من تجارة العالم، هذه هي الأزمة».

نعم هذه هي الأزمة.. فكيف يمكن للسعودية أن تسمح لأي جهة بإغلاق المضيق ومنع مرور السفن التجارية. لقد وضع الأمير محمد النقاط على الحروف خلال لقائه مشايخ قبائل اليمن أخيرا حين قال «أكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول المس في عمق وصلب العرب، جمهورية اليمن، وذلك ما دعا كل العالم العربي أن يستنفر لما يحدث في اليمن، وانقلبت الطاولة في السنة والنصف الأخيرة، ليس فقط في اليمن بل في العالم العربي والإسلامي كافة، بسبب أنهم ارتكبوا خطأ، بالتفكير في المساس بعمق العرب، دولة اليمن».

نعم اليمن هو عمق العرب ولا يمكن السماح لأي شخص المساس به. الأمير محمد بن سلمان خلال تصريحاته أمس الأول تحدث أن قضية قطر والخلاف معها قضية «صغيرة جداً جداً جداً»، بمعنى أنها لا تمثل أهمية في الأجندة السعودية، لأن السعودية تتعامل حاليا مع قضايا إقليمية وعالمية إستراتيجية. وكان ولي العهد واضحا عندما شدد على أن السعودية تتعامل مع كل مشكلات المنطقة بمنطق «القوة»، مستبعدا أن تؤثر أزمة قطر على الثقة الاستثمارية، وأكبر دليل على حديثه في هذه النقطة تحديدا حجم الاستثمارات التي تم التوقيع عليها خلال مبادرة مستقبل الاستثمار التي تعد بمليارات الدولارات.

وقال الأمير «حرب اليمن ستستمر لمنع الحوثيين من التحول إلى حزب الله آخر على حدود المملكة»، مشددا «السعودية لن تسمح بإنشاء ضاحية على غرار ضاحية حزب الله في اليمن.. ولدينا أجندات إقليمية وعالمية غير دولة قطر.. وإذا رغبت قطر في العودة للحضن السعودي والخليجي فعليها الالتزام بشروط الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب».